موقع هوارة الحميدات
مرحبا بك زائرنا الكريم ، و يسعدنا كثيرا أن تسجل عضويتك فى الموقع لتفيد و تستفيد
موقع هوارة الحميدات
مرحبا بك زائرنا الكريم ، و يسعدنا كثيرا أن تسجل عضويتك فى الموقع لتفيد و تستفيد
موقع هوارة الحميدات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع يهتم بكل ما يخص السادة هوارة الحميدات فى صعيد مصر من أنساب و تاريخ و أماكن تواجدها و عائلات و أعلام و غيرها  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

اللهم عافني فى بدني ، اللهم عافني فى سمعي ، اللهم عافني فى بصري

يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك

رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبياً و رسولاً

سبحان الله و بحمده ، عدد خلقه ، و رضا نفسه ، و زنة عرشه و مداد كلماته

يا حي ، يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا

بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شئ فى الأرض و لا فى السماء و هو السميع العليم

أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن ، و أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذ بك من الجبن و البخل ، و أعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال


 

 اريحا فى فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
???? ???
زائر




اريحا فى فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: اريحا فى فلسطين   اريحا فى فلسطين Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 17, 2010 4:56 am



أريحا (في فلسطين)



اسم لمدينتين إِحداهما في فلسطين وهي موضوع هذا البحث والأخرى في سورية.

أريحا (فلسطين) جغرافياً


الموقع والظهير: تقع أريحا Jericho (Ariha) في الغور الفلسطيني غرب نهر الأردن قريباً من الحضيض الشرقي لجبال رام الله - القدس, شمال شرقي القدس مسافة 37كم, وعند تقاطع خط الطول 35 درجة و27 دقيقة شرقاً وخط العرض 31 درجة و50 دقيقة و10 ثوان شمالاً. ولقد أقيمت أريحا على جزء من غور أريحا المحصور بين وادي العوجة شمالاً ونهر الأردن شرقاً والبحر الميت جنوباً وجبال رام الله - القدس غرباً, وهو يتسع هنا ليبلغ عرضه 18كم. ويمتد ظهيرها على النصف الجنوبي من غور الأردن الواقع دون مستوى سطح البحر أكثر من 260م, حيث تقع أريحا نفسها على ارتفاع - 276م تحت سطح البحر. وأرضها غير مستقرة وعرضة للهزات الأرضية لوجودها في منطقة ذات صدوع. كما أن عيونها المائية ذات أصل صدعي. أما تربتها فتتكون من توضعات من الطمي والغرين الهابطين من المرتفعات الغربية, وتؤلف تربة خصبة وثروة طبيعية تدعم الزراعة, وهي الوظيفة الأساسية لظهير أريحا. وتغطي هذه التربة القاعدة الغضارية والمارنية العائدة لبحيرة اللسان[ر. البحر الميت]. ويسود أريحا وظهيرها مناخ مداري - صحراوي حتى شبه صحراوي, ويكون متوسط درجات الحرارة السنوية فيها 23.7 درجة مئوية ومتوسط الأمطار السنوية 152مم, والتبخر السنوي 2000مم, ولا ينخفض معدل حرارة كانون الثاني عن 9.3 درجة مئوية. فالمناخ غَوري دافئ شتاء وحار صيفاً مما يجعل من أريحا مشتىً نموذجياً ومنتجة للبواكير من الخضر والثمار. لكنها تعاني من عجز مائي سطحي دائم مما يضطر السكان إِلى الاعتماد على المياه الجوفية, إِذ لا تقوم في المنطقة زراعة من دون ري. وتتكوَّن مياهها السطحية من السيول الشتوية, ومياه ينابيع عين السلطان وعين النويعمة, وعين ديوك الذي يبعد نحو 3كم إِلى الشمال الغربي من المدينة.

السكان والتطور:

يقدر عدد سكان أريحا القديمة بنحو 2000 نسمة, لكنهم لم يتجاوزوا 250 نسمة عام 1878, ويذكر الرحالة الذين زاروها بأن سكانها كانوا خليطاً من سكان قدماء وأسر بدوية عرفت باسم «الغوارنة» نسبة إِلى الغوْر, بينهم أسر من صعيد مصر جاؤوها أيام الحكم المصري لبلاد الشام. وظلت أريحا قرية تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات على الرغم من وصول جماعة من سكان القدس إِليها, ولم يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة عام 1912. وارتفع عددهم إِلى 1693 نسمة سنة 1931 ثم إِلى 3010 نسمة عام 1945. ولقد تضاعف عدد السكان أكثر من مرتين عام 1961 (10,000 نسمة) نتيجة وصول اللاجئين الفلسطينيين إِليها. لكنه عاد وانخفض إِلى 6829 نسمة إِثر الاحتلال الإِسرائيلي للمدينة عام 1967. ثم عاد وتزايد ليصل إِلى أكثر من 17000 نسمة عام 1985. ولا يمكن عزو هذا التذبذب في أعداد السكان وتطورهم في أريحا إِلى تزايد أو تناقص الولادات والوفيات, أو الزيادة السنوية الطبيعية, بل إِنه يرتبط بالأحداث السياسية وبظروف الاحتلال العسكري الإِسرائيلي لفلسطين وانتقال السكان, علماً بأن الزيادة السنوية الطبيعية إِيجابية وتقدر بنحو 34 بالألف لأبناء الضفة الغربية عامة. وقد ارتفع عدد سكان أريحا بعد منحها هي وقطاع غزة الحكم الذاتي للسلطة الفلسطينية في غزة وفي الضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو في 20/8/1993 القاضية بانسحاب القوات الصهيونية منهما.

أما عمران أريحا ومخططها فلقد مرا بمراحل من التطور, كان أولها تغير موقع المدينة في العصور التاريخية, فلقد تحولت البيوت المبنية من اللبن والطين والمسقوفة بالخشب أو القصب وفوقها التراب المرصوص إِلى مساكن حديثة يدخل الإِسمنت والحجر والحديد في بنائها, وتعددت طبقاتها, وأصبح الكثير من أزقتها وحاراتها الضيقة المتعرجة شوارع مفروشة بالإِسفلت تلتقي بالشارع الرئيس ذي المحور الشمالي الجنوبي أو بسوقها المركزية في وسط المدينة. وفيها بلدية تنظم عمرانها وتوسعه شمالاً وغرباً حيث التحمت المدينة بمخيم عين السلطان, وتوسعت باتجاه الجنوب على امتداد طريق القدس ومخيم عقبة جابر. ولقد تجاوزت المساكن كتلة المدينة المكتظة إِلى مزارعها وبساتينها حيث قامت فيها المساكن المتباعدة.

وظائف المدينة:

كانت أريحا وما زالت واحة زراعية وتبلغ مساحة أراضيها أكثر من 37 ألف دونم معظمها مستغل, وينتج الخضر والثمار والحبوب, ولقد توسعت وتطورت فيها زراعة البواكير والحمضيات والموز, التي يصدر فائضها إِلى الأردن وبلدان الخليج العربي. ولقد قام إِلى الشرق منها مشروع العَلَمي النموذجي للزراعة وتربية المواشي الذي أسسه الفلسطيني موسى العَلَمي في مواجهة المشروعات الاستيطانية الصهيونية زمن الانتداب البريطاني. ولأريحا وظيفة تجارية لكونها سوق الأغوار الجنوبية وعقدة مواصلاتها باتجاه القدس والأردن عن طريق جسر الملك حسين. أما صناعاتها فمحدودة بالصناعات التقليدية الغذائية الصغيرة, إِضافة إِلى مصنعين حديثين للنسيج في المخيمين, وإِلى صنع المياه الغازية وتحضير الثمار وصنع المفروشات. ولقد أصبح لأريحا وظيفة إِدارية منذ سميت ناحية عام 1908, ثم أصبحت مركز قضاء في عهد الانتداب, ألحقت بعدها بقضاء القدس, لتعود مركز قضاء ثانية بعد عام 1948 وهي اليوم واحدة من المدن العربية ذات الحكم الذاتي وتدار من قبل السلطة الفلسطينية منذ عام 1993 وتوقيع اتفاقية أوسلو وملاحقها. وتضم أريحا أكثر من 25 مدرسة رسمية وأهلية ومدارس لوكالة غوث اللاجئين بعد 1948. وهي غنية بالآثار والمعالم التاريخية تجلب السياح لزيارتها والاستمتاع بدفء شتاء الغور, أقيمت فيها الاستراحات والفنادق لاستقبالهم وكازينو, مما زاد في أهمية الوظيفة السياحية للمدينة.

أريحا (في فلسطين) أثرياً وتاريخياً

أريحا مدينة قديمة في فلسطين, تقع في سهل يبعد نحواً من 1.5 كم من الموقع الأثري القديم, تل السلطان, الذي يقع على مسافة 7كم إِلى الغرب من نهر الأردن و12 كم إِلى الشمال الغربي من البحر الميت. وقد احتفظت المدينة العربية باسمها الذي يعود إلى الأصل الكنعاني «يريحو» وهو اسم يدل على القمر «يَرَح» في الكنعانية والآرامية والعربية الجنوبية.

التنقيبات الأثرية وأهم نتائجها

بدأت الاستطلاعات الأثرية للرحالة وعلماء الآثار الأوربين منذ القرن الماضي (1867) وتتابعت السبور الأولى والتنقيبات بعد ذلك في التل الأثري الذي تبلغ أبعاده 307×160م. وهو يقع على مستوى دون سطح البحر في وسط واحة من النخيل ترويها مياه العيون المجاورة. ويرتفع رُكام حُطام الآثار من العصور المتعاقبة على تاريخ التل إِلى عشرين متراً. وقد تسببت الهزات الأرضية المتكررة وما نجم عنها من دمار الينابيع وجفافها في خراب عمران الموقع وابتعاد السكان عنه. وتمثل تنقيبات غارستانغ (1930 -1936) إِبّان الانتداب البريطاني مرحلة مهمة في الكشف عن تاريخ المدينة وأدت إِلى الوصول إِلى طبقات العصر الحجري الحديث, ما قبل الفخار. واستؤنفت التنقيبات بإِدارة عالمة الآثار البريطانية كاثلين كنيون (1952-1958) في موقع تل السلطان وعثرت على آثار تعود إِلى الحضارة النطوفية, وتوصلت إِلى معرفة الكثير عن حياة الناس في العصور الباكرة. وقدّمت معلومات مفصّلة عن العصر الحجري الحديث (8000-4000ق.م), واستطاعت أن تميز فيه ما بين مرحلتين: مرحلة ما قبل الفخار ومرحلة الفخّار.أما في العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري, فقد اتسمت الحياة في أريحا بالزراعة البدائية إِلى جانب الاعتماد على الصيد وجمع الطعام لتوفير القوت. وبنيت البيوت على شكل دائري من الطوب الترابي. وعثرت الباحثة كنيون على مجموعتين من التماثيل الصغيرة التي كانت تتألف كل مجموعة منها من عائلة تضم رجلاً وامرأة وطفلاً؛ ويعتقد الأب رولان ديفو بأن لهذه العائلة صفة دينية تمثل ربّاً وربّة وطفلاً إِلهياً. وتعد هذه الآثار شواهد على تطور التفكير الديني ويقوم بعضها دليلاً على عبادة الأجداد. وأهم ما عُثر عليه في أريحا من هذا العصر نظام التحصينات المكوّن من جدران ثخينة (1.5م) وأبراج حجرية يبلغ ارتفاع الأجزاء المتبقية منها 3.90م, وخندق, كما وجدت أدوات صوانية ورؤوس سهام ومثاقب وأزاميل وفؤوس يدوية وسكاكين وشفرات مناجل. وعثر على أحجار السَبَج (الأوبسيديان) التي كانت تستورد من منطقة ديار بكر في أعالي الجزيرة, وهو ما يدل على اتساع نطاق العلاقات التجارية بين مناطق الهلال الخصيب. أما مرحلة العصر الفخاري فهي تتسم بصنع الإنسان الأواني الفخارية, وفيها بدأ الإِنسان بتأسيس اقتصاد زراعي وغدا منتجاً للطعام. والأواني التي تعود إلى ذلك العصر مزينة باللون الأحمر ومصقولة. وتشير الدلائل الأثرية إِلى أن موقع أريحا هُجر بعض الوقت قبل بداية العصر الحجري الحديث المتأخر, وأن الموقع دمّره قادمون جدد. ويمكن تتبع تطور تاريخ أريحا بتتبع تطور مواقع أخرى في بلاد الشام الجنوبية ومنها تل المتسلّم وبيسان وبلاطة وتل الفارعة. وكانت مجتمعات القرى قد أصبحت مستقرة فعلياً نحو 6000ق.م. لكن التطور في صنع الأدوات حقق تقدماً ملحوظاً حين استطاع سكان فلسطين تصنيع الأدوات النحاسية من خامات النحاس في بداية الألف الرابع ق.م حين سادت في غور الأردن الحضارة الغسّولية التي عمت أنحاء كثيرة من فلسطين في العصر الحجري - النحاسي.

ولقد انتهت الدراسات الأثرية والتاريخية إِلى أن الموقع الأثري في أريحا يعد واحداً من أقدم مراكز الاستيطان في الشرق العربي القديم بعد موقع المريبط على الفرات وأقدم عمران مدني في فلسطين كما تدل الآثار المكتشفة التي عولجت بطريقة الفحم المشعّ 14 والتي يمكن تأريخها في حقبة ما بين 9686-7770ق.م. وقد سكن الموقع صيادون من العصر الحجري الوسيط وترتبط ثقافتهم بالعصر النطوفي الذي كان سائداً في أنحاء كثيرة من فلسطين. وتوازي هذه الثقافة مادياً ثقافة الكرمل المعاصرة لها. وتتبعها بعدئذ مرحلة انتقالية. ثم يأتي العصر الحجري الحديث (الألف السابع ق.م), الذي لا يعثر فيه على فخار ولكن تبدأ فيه بواكير الزراعة وبدايات الاستقرار.

وفي هذا الدور بدأ سكان أريحا برفع أسوار حول مستوطنتهم هي واحدة من أقدم الأسوار في التاريخ, ويتضح من هذه الأسوار أن مجتمعاً مستقراً ومنظماً قد وُجد في ذلك العصر في أريحا وربما في مراكز أخرى من فلسطين وسورية. أما البيوت التي أنشئت في ذلك العصر فكانت مستديرة بنيت بقوالب من الطين المسطّح الإِهليلجي, وقد عثر في داخلها على أدوات حجرية مثل الفأس والبليطات الحادة المعقوفة والأجران والمدقّات والمطارق.

وما يزال السور مرتفعاً حتى اليوم بمقدار خمسة أمتار وتبلغ ثخانة الحجارة فيه مترين, وما يزال يرتفع جزء من البرج المستدير بمقدار ثمانية أمتار ويمكن الصعود إِلى أعلاه بدرج.

وتعود هذه المرحلة إِلى 7060-6640 ق.م. وبعد أن تعرضت البلاد للدمار في ظروف غير واضحة أعيد بناؤها على أسس جديدة وفق هندسة جديدة حلت فيها محل البيت المستدير البيوت ذات الزوايا المبنية باللِّبن المستطيل والمزيّن بحزوز مرسومة بحسك السمك أو بأداة مشعبة كالمشط. أما أرض البيت فكانت ملساء ومدهونة بالأصفر أو الأحمر وما تزال تظهر على بعضها آثار الُحصر المجدولة التي كانت ممدودة فوقها. هذه البيوت أعيد بناؤها وتجديدها عبر السنين لأنه يمكن أن يُعدّ فيها ما لا تقل عن 22 طبقة أرضية جرى ترميم 11 منها. وقد كُشفت تحت أرض البيوت جماجم إِنسانية أعيد تشكيلها على صورة الفقيد بالجص أما العيون فقد استخدمت الأصداف لرسمها ورسمت اللُّحى وصفّف الشعر بالألوان, مما يدل على أن سكان أريحا في العصر الحجري الحديث كانوا يمارسون نوعاً من عبادة الأموات. وتدل أدواتهم الصوانية التي خلّفوها بعدهم على أنهم كانوا مزارعين. وأمكن عن طريق تحليل الحبوب بالفحم المشع 14 تقدير عمر هذه الحقبة بنحو 6720-5560ق.م. وكان لابد من الانتظار إِلى الألف الخامس لكي تظهر ثقافة نيوليتية يعرف فيها الفن وصنع الفخار بطريقة بدائية باليد وقد زُيّن أحياناً بخطوط متعرجة باللون الأحمر. ثم ظهر صنف آخر من الفخار المزين بحزوز رُسمت بحسك السمك يشبه فخار اليرموك مما يدل على انتشار ثقافة عامة في تلك المنطقة من حوض اليرموك والأردن هي ما يعرف بالثقافة اليرموكية.

ويبدو أن التل هجر في الألف الرابع ق.م حين بدأ العصر الحجري المعدني, وظهرت مستوطنة أخرى أُقيمت بجوار التل القديم عند تلول أبو العليق الذي جرت فيه تنقيبات في عام 1951, وعثر فيه على آثار فخار رمادي اللون.

ثم جاءت مرحلة البرونز القديم (الألف الثالث), وفيها تعرضت المدينة لسلسلة من الهزات والحروب. ويبدو ذلك من تكرار إِصلاح الجدران باللبن فوق مرحلة العصر النيوليتي, وأضيفت إِلى السور أبراج نصف مستديرة أو مربعة. أما مخطط البيوت والقبور فمربع, وقد وجدت قبور محفورة في الصخور.

يبدو أن المدينة فقدت دورها في أواخر الألف الثالث (البرونز الأوسط). ولم يبق من آثار المرحلة الواقعة في مطلع الألف الثاني ق.م إِلا بعض القبور الفردية التي عثر فيها على أسلحة وآثار فخارية مما يدل على أن السكان كانوا من أصل بدوي, ربما كانوا من الأموريين الذين انتشروا على نطاق واسع في المنطقة في تلك المرحلة[ر.الأموريون].

وتظهر بعدئذ منشآت دفاعية وتحصينات حجرية ترتفع مقدار ستة أمتار تشبه أسلوب عصر الهكسوس. أما القبور التي تعود إِلى هذه المرحلة (عصر البرونز المتوسط الثاني), فقد احتفظت بجملة من الآثار المادية المهمة؛ بعض الأثاث المنزلي كالموائد الخشبية بثلاث قوائم والأسرّة والكراسي والسِّلال وأدوات التزيين وأدوات المطبخ المصنوعة من الخشب أوالفخار والحلي والجعرانات. وتعاقبت أفواج القادمين إِلى أريحا إِلى أن حل فيها الأموريون عند انتشارهم في البلاد السورية والهلال الخصيب في النصف الثاني من الألف الثالث ق.م.

أما أقدم ما يعرف عن تاريخ أريحا في المصادر المكتوبة, فهو أنها كانت مدينة محصّنة مسوّرة من المدن الرئيسة في بلاد كنعان في الألف الثاني ق.م[ر.كنعان]. وقد ذُكر أنها كانت معقلاً من معاقل الهكسوس (1730-1580ق.م). ويرجح أنها وقعت بعد ذلك تحت سيطرة الفراعنة الفاتحين كما تدل آثار المدافن والأثاث الجنزي فيها. وتظهر من هذه المرحلة آثار حريق دمّر المدينة وأدى إِلى خرابها. ومضى بعدئذ زمن طويل قبل أن تسترد أريحا فعاليتها. وذكر في أخبار التوراة المشكوك بها, أنها كانت أول مدينة في كنعان سقطت في أيدي يشوع بن نون الذي كان يقود بني إِسرائيل عند عبور قواته نهر الأردن. ولكن علماء الآثار يؤكدون أن المدينة كانت ما تزال أنقاضاً في العصر الذي ظهر فيه يشوع بن نون على رأس تحالف قبلي على مقربة من موقع أريحا. وهذا يخالف ما هو متواتر في المرويات التوراتية عن دخول المدينة الكنعانية واستباحتها مما يدخل على الأغلب في إِطار الأدب الملحمي الذي كتب في مرحلة لاحقة. واستمر الصراع بعد ذلك طويلاً حول أريحا ومدن كنعانية أخرى واستطاع ملك مؤاب, عجلون, في زمن ما تخليصها. ومن جهة أخرى تتحدث المصادر التوراتية عن استيلاء الملك داود عليها من دون أن يكون في المصادر غير التوراتية ما يؤيد ذلك. وبعد أن تعرضت المدينة للتخريب نتيجة لهذه الأحداث أعيد إِعمارها في القرن التاسع (نحو 870ق.م) في الوقت الذي ازدهرت فيه الدول والمدن الكنعانية والآرامية في سورية وحوض الأردن وفلسطين في الألف الأول قبل الميلاد الذي شهد اتساع العمران في كل أنحاء البلاد السورية - الفلسطينية نتيجة لنمو التجارة في العالم الآرامي - الكنعاني. ولكن أصاب أريحا في هذه الحقبة ما أصاب مدناً أخرى في حوض الأردن من جرّاء تنازع النفوذ بين ملوك إِسرائيل من جهة وملوك آرام من جهة أخرى. ثم استولى عليها الآشوريون والبابليون والفرس. وظلت المدينة محتفظة بأهميتها على مر القرون إِذ منحها الاسكندر مرتبة المدينة الملكية.

وفي عصر الملوك الحشمونيين أنشئ على سفح التل المهجور آنذاك حصنان وبنيت قصور. ومنح القائد الروماني أنطونيوس المدينة والواحة المحيطة بها لكليوباترة ملكة مصر ثم منحتها هي بدورها للملك هيرود الإِدومي, وقد أنشأ الملك هيرود في الواحة قصراً أعاد خلفه سمعان أرشلاوس بناءه وفق مخطط آخر أكبر حجماً وأكثر اتساعاً. وبعد الاحتلال الروماني خُططت المدينة تخطيطاً جديداً عند وادي القُلط وأصبحت في العصر البيزنطي (325م) مقر أسقفية. وبقيت كذلك حتى الفتح العربي حين أُتبعت أريحا بجند فلسطين ومقره الرملة. ويحتفظ تل أبو العليق ببقايا آثار قصر الملك هيرود الإِدومي, وببقايا آثار تحصينات ومنشآت عسكرية من عصر القائد الامبراطور هادريان (القرن الثاني ميلادي), وقد وجدت فيها آثار بيزنطية.

غدت أريحا من أهم المراكز الزراعية المرغوبة في حوض الأردن واجتذبت إِليها قوماً من قيس ومن قريش. ووصف ياقوت محصولاتها من النخيل والموز وقصب السكر والجميز ودعاها مدينة الجبارين. وقد ازدهرت المدينة بعد الفتح العربي الإِسلامي ولاسيما في العصر الأموي (في القرنين السابع والثامن الميلاديين) عندما أقيمت فيها منشآت دينية وقصور بقي منها بعض آثار لوحات الفسيفساء الجميلة, وأهمها قصر الخليفة هشام بن عبد الملك في خربة المفجر الذي كان واحداً من المنتجعات الأموية في فلسطين والأردن.

ولكن أريحا وقعت تحت وطأة الاحتلال الفرنجي في القرن الحادي عشر. وأنشئ فيها في أواسط القرن الثاني عشر دير وبرج واستردها صلاح الدين وهو في طريقه إِلى حطين (1187). وخمد ذكر أريحا بعد ذلك قروناً طويلة ولم تكن في القرن الثامن عشر سوى قرية صغيرة. وقد ذكرها الرحّالة الفرنسي فولني في رحلته إِلى الشام ومصر. وظلت أريحا قرية متواضعة طوال القرن التاسع عشر. وأنزل فيها إِبراهيم باشا قبائل من الصعيد (1834).

وارتبطت أريحا بمدينة القدس وأضحت منتجعاً لبعض سكانها في فصل الشتاء فأنشئت فيها المباني الحديثة والمزارع النموذجية والمدارس الزراعية. وقد وقعت تحت الاحتلال البريطاني (1918). ودخلها الجيش العربي الأردني عبر النهر من شرقي الأردن (1948), وجلا عنها جميع اليهود. وعقد فيها مؤتمر فلسطيني للمطالبة بضم بقية فلسطين إِلى المملكة الأردنية الهاشمية وعلى رأسها الملك عبد الله بن الحسين وذلك بعد أن أقيمت الدولة اليهودية التي اجتاحت معظم الأراضي الفلسطينية وتجاوزت كثيراً ما خصص لها من أراضي فلسطين في مشروع التقسيم الذي أوصت به الأمم المتحدة (1947). وغدت أريحا بعد ذلك مركزاً إِدارياً مزدهراً تابعاً لمحافظة القدس وتنامى فيها العمران وازداد عدد السكان إِلى أن وقعت تحت الاحتلال الصهيوني (1967) ثم أصبحت مركزاً للسلطة الفلسطينية والحكم الذاتي في الضفة الغربية إِثر اتفاق أوسلو 1993 وما بعده.

منقول للافاده والمعرفه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اريحا فى فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع هوارة الحميدات :: منتدى التخصصات :: التاريخ و الجغرافيا-
انتقل الى: